بحبر اسود رسموا قوس قزح
سبع لغات في مهرجان المتنبي الشعري العالمي الرابع
(مهرجان المتنبي في سطور)
على مدى أربعة أيام وبمشاركة اربعين مبدعاً من مختلف دول العالم شهدت مدينتا زيورخ وبيرن السويسريتان فعاليات مهرجان المتنبي الشعري العالمي الرابع الذي يقيمه سنوياً المركز الثقافي العربي السويسري / غاليري الأرض، فقد شارك مبدعون من سويسرا والمانيا وايطاليا واسبانيا وبوليفيا والأرجنتين والنمسا اضافة الى المبدعين العرب في أربع أماس شعرية وحلقتين دراسيتين ومعرض تشكيلي في المهرجان الذي خصصت دورته هذه لموضوعة الشعر والتشكيل بعد ان كانت الدورات السابقة مخصصة للموضوعات التالية .. المتنبي الأول وموضوعه الشعر كتراث شخصي .. المتنبي الثاني وموضوعه القصيدة وحوار الحضارات .. المتنبي الثالث وموضوعه الشعر والدين.
افتتحت فعاليات المهرجان في الساعة السادسة مساء الخميس بقاعة ((شيدهاله)) في مؤسسة روت فبريك ( المصنع الأحمر، وهي ثقافية عريقة في زيورخ كانت مصنعاً شهد عدداً من الاضرابات والاحتجاجات في مطلع القرن العشرين ازدادت فاعليتها بعد اقامة المفكر الماركسي لينين في زيورخ ، وقامت بلدية زيورخ منتصف القرن العشرين بتحويل المصنع الى مؤسسة ثقافية لقيت شهرة واحتراماً حيث اسهم في قيادتها عدد من أهم المثقفين السويسريين والأجانب) بمعرض تشكيلي يحوي لوحات تشكيلية ومشاريع فنية تعرض بأجهزة سينمية كمبيوترية وشارك فيه الفنانون ..
1 الفنان العراقي محمد سعيد الصكار بمجموعة من أعماله في الخط العربي وباسلوبه الخاص الذي عرف باسمه.
2 الفنان التشكيلي الجزائري الطاهر ومان بستة أعمال هي تجسيد لقصائد عدد من الشعراء العرب.
3 الفنانة التشكيلية ايديت فلوكيجر (المولودة في فينا عام 1960 وقدمت عدة مشاريع تشكيلية فيديوية في استحضار للشعر في الفنون التشكيلية المعاصرة).
4 الفنان التشكيلي السويسري الكبير انطوان ايجلوف بعمل مجسم عن اللغة الأشارية مستخدماً الفوارز والنقاط البارزة في تجسيده.
5 التشكيلي والشاعر السويسري ايفار برايتنموزر، الذي عرض عدة أعمال مبنية على نحت الكلمات المتقاربة لفظاً في اللغة الألمانية لطرح معنيين متضادين.
6 التشكيلي البحريني ابراهيم بوسعد ، الذي عرض له مشروع تشكيلي شعري موسيقي مشترك ، وقد قدم بعرض خاص للمشاركين واعدت له غرفة سينما صغيرة تم بناؤها خصيصاً له، وعد من اهم ما عرض في المهرجان كما ذكر عدد من المشاركين الأجانب.
7 التشكيلية السويسرية اورسولا باخمان التي عرضت تجربة نصية تناقش على مستويين متوازيين حرية المعنى في سجن اللفظ وحرية المرأة في النص موضوع التجربة ، وهو عمل لعبة المؤثرات الصوتية الممزوجة بين الحضارتين العربية والغربية دوراً كبيراً.
العودة لبداية المقال
وفي الساعة الثامنة من مساء الخميس انطلقت الامسية الشعرية الاولى بمفتتح للشاعر العراقي علي الشلاه مدير عام المهرجان تحدث فيه بالعربية والالمانية عن اهمية اقامة فعالية ثقافية عربية عالمية في قلب اوربا وعرف بأهمية الموضوع والمشاركين معرجاً على الكيفية التي تمت بها عملية اختيارهم ، وخصوصاً العرب منهم ( ويبدو انه كان يرد على بعض ملاحظات الصحف العربية التي اشارت الى غياب بعض الدول العربية فقال ان دعوة مشارك من كل دولة عربية هو فوق طاقة المهرجان مادياً ، وان المبدعين العرب المشاركين لا يمثلون دولاً بعينها بل كل الثقافة العربية ، مشيراً مثلاً الى ان لبنان الذي حضر في الدورات الثلاث الماضية وعلى رغم كثرة مبدعيه قد غاب هذه المرة لتتاح الفرصة لمبدعين عرب تحضر بلدانهم للمرة الاولى مثل تونس وقطر على ان تعود لبنان في العام القادم وهكذا) ، كما أشار الشلاه الى غياب ادباء الداخل العراقي واعداً بفعالية خاصة بهم في شتاء هذا العام ، ونوه بتقديم تعريف تكريمي سنوياً لكل المؤسسات الثقافية العربية على التوالي ليطلع المتلقي الاوربي على جهودها الاستثنائية وما تقدمه للثقافة العربية والانسانية من أمثال مؤسسة البابطين والعويس ومهرجان أصيلة ومؤسسة الفكر العربي ومؤسسة السعيد وغيرها وقد ضم كتاب المهرجان لهذا العام تعريفاً بمؤسسة البابطين .
بعدها قام المستشرق جونتر اورت بتقديم الشعراء المشاركين في القراءات الشعرية لتلك الامسية وهم ..
1 الشاعر الايطالي باولو روفيلي الذي قرأ عدداً من نصوصه باللغة الايطالية وصحبه في الترجمة الألمانية المترجم روديجر فيشر وفي الترجمة العربية الممثل علي طوفان الذي قرأ ترجمات قام بها المترجم السوري سليمان توفيق .
2 الشاعر الكويتي عبدالعزيز سعود البابطين وقد قرأ عدة قصائد عمودية تفاعل معها الحضور وصحبه في الترجمة الممثل السويسري باول دورن الذي قرأ ترجمات قام بها الشاعر علي الشلاه.
3 الشاعرة السويسرية يوحنا لير وقد قرأت نصوصاً اعتمدت تجربة خاصة بالشرق ومحاورة لنصوص الشاعر الايراني الكبير احمد شاملو الذي رحل قبل عامين ، وقد صحبتها في الترجمة العربية الممثلة الفلسطينية تهاني سليم.
4 واختتمت الامسية بقراءات للشاعر البحريني الكبير قاسم حداد وقرأ عدداً من قصائده الجديدة التي نحت منحاً مختلفاً في توظيف المبنى اللغوي ودلالاته الشعرية ، وهي قراءة اشادة بها الناقدة السويسرية انجلا شادر المحررة الثقافية في جريدة نوي زيورخ تسايتونج الشهيرة في مقالها عن المهرجان.
العودة لبداية المقال
وفي صبيحة الجمعة 11/6 افتتحت الحلقة الدراسية ((الشعر والتشكيل)) بكلمة للبروفسورة اورسولا باخمان من لجنة المهرجان تحدثت فيها عن اهمية الموضوع ومبررات اختياره وقدمت تعريفاً بالفنانين والأعمال الفنية المعروضة ، داعية العرب الى الاهتمام بايصال اعمالهم التشكيلية الى الغرب فهم يمتلكون نتاجاً مدهشاً كما اثبت المعرض المصاحب للمهرجان ،ثم بدأت المداخلات النقدية بمداخلة الناقدة السورية د. هدى صحناوي ( استاذة الادب الحديث في جامعة دمشق) التي قدمت ورقة بعنوان الشعر والتصوير مستعرضة انماط العلاقة بينهما ، ثم تلتها مداخلة الشاعر والتشكيلي الياباني تاجين تاندو الذي دعى الى فن الفنون الذي لايعترف بحدود ولا مفازات بين الانواع الابداعية .
اما المداخلة الثالثة فقدمها التشكيلي والاديب المصري د. حسن حماد الذي تناول المقدس والفني في الخط العربي وهو امر احدث نقاشاً عاصفاً بين المشاركين في مفهوم القداسة في الفن ، بعده قدمت الشاعرة السويسرية يوحنا لير مداخلتها التي كانت بحثاً نظرياً في جماليات الشعر والفن التشكيلي واختتمت المداخلات بمداخلة الشاعر قاسم حداد الذي اضاء اشكالية المصطلح الفني في المشهد الثقافي العربي الراهن وضرورة اطلاقه من حصار الايديولوجيا ، كما ادخل عنصر الحرية كشرط اساس للابداع في الفنون كلها.
العودة لبداية المقال
وفي الامسية الشعرية الثانية التي اقيمت مساء الجمعة شارك خمسة شعراء هم ..
1 الشاعر الليبي ادريس الطيب الذي قرأ نصوصاً احتفلت بهموم الانسان وقدمت رؤية جديدة لقصيدة مغايرة تعتمد المفارقة الشعرية في ايصال رسائلها الداخلية المتعددة والمتضادة .
2 الشاعرة الاسبانية رزوانا اكواروني منيوز التي قدمت نصوصاً شعرية مصحوبة باستخدام متقن لآلات تجسيد صوتية لتحاكي موضوعة البحر والحب واختتمت بقصيدة بغداد التي حازت استحساناً كبيراً من الجمهور رغم دموع بعضهم وقد عكس ذلك تصفيق الجمهور السويسري اثناء قراءة الشاعرة للنص بالأسبانية قبل ان يترجم الى الألمانية والعربية.
3 الشاعر التونسي محمد الغزي الذي سحب المتلقين الى معجمه الشعري الثر الذي قدم واحداً من الشعراء الذين سحبوا بساط الشعر من مشرق الوطن العربي الى مغربه بثقة وابداع عكسه ثناء الشعراء المشاركين أنفسهم اضافة الى تصفيق الجمهور .
4 الشاعر السويسري كريستيان اوتز ، الذي احتفلت به الاوساء الثقافية السويسرية والألمانية بعده موهبة كبيرة اعادت الى الشعر السويسري ألقاً بحث عنه طويلاً ، وقد انشد اوتز وقوفاً لمدة نصف ساعة وعن ظهر قلب وعمل على تكسير البنى المتقاربة لكلمات اللغة الألمانية ليخلق اسلوباً لغوياً خاصاً اذهل زملاءه الشعراء السويسريين الحاضرين في الأمسية وبينهم الشاعرة الكبيرة الما راكوزا .
5 الشاعر العراقي محمد سعيد الصكار الذي افتتح قراءاته بنص قصير اشعل القاعة بالتصفيق ( حبري أسود فلا تطلبوا مني ان أرسم قوس قزح ) ثم قرأ نصوصاً مختلفة حفلت بصور فنية أخاذة مستفيداً من تعدد مواهبه في رسم كلماته ، مما ذكر الحضور بمجد القصيدة العراقية في اجيالها المتعاقبة .
العودة لبداية المقال
وفي صبيحة السبت استأنف الحلقة الدراسية بمداخلة للباحث اليمني حميد العقبي عن التشكيل في شعر الشاعر الكبير عبدالعزيز المقالح والتي عرجت على خواص قصيدة المقالح لا سيما قصيدته ( الكتابة بدم الخوارج ) التي استخدم المقالح فيها تقنية اللون / المعنى دون زوائد شرحية عكست موهبته الاستثنائية ، وتلته مداخلة الشاعر الايطالي باولو روفيلي الذي وصف الشعر انفجار ضوئي يحدث داخل الانسان وهذا الانفجار له نوتته الموسيقية الخاصة به التي تتصاعد هرمونياً مع اللون والصوت ، ثم جاءت مداخلة الناقد العراقي اسامة الشحماني عن تجربة الشعر والتشكيل لدى الفنان التشكيلي العراقي الكبير الراحل مؤخرا شاكر حسن آل سعيد، والذي كان من المقرر ان يشارك في المهرجان لكن المنية عاجلته فجاءت المداخلة احتفاءً به وبدورها في التشكيل العربي المعاصر، بعدها كانت مداخلة الشاعرة الاسبانية روزانا اكواروني منيوز التي هي ابنة رسام اسباني معروف ولذلك فقد قدمت شهادة طريفة عن تلاقي الفنين في طفولتها ، واختتمت الحلقة بملاحظات من تجربة الفنان الكبير محمد سعيد الصكار الذي نوع الحديث بين الفنون واشار الى المؤثرات التي اسهمت في رؤاه الفنية والشعرية واجاب على اسئلة المتداخلين عن تجربته. وتلت المداخلات التي وزعت مطبوعة ايضاً باللغتين العربية والألمانية مناقشات متعددة لما ورد فيها شارك بها المبدعون والجمهور وقد لوحظ تباين المصطلح ومؤداه بين المشاركين العرب والأجانب .
العودة لبداية المقال
وفي الامسية الشعرية الثالثة التي أدارها الشاعر والمترجم السوري د.سليمان توفيق شارك الشعراء..
1 الشاعرة البوليفية الكبيرة نوراه زباتا بريل التي عكست صوت الجيل الأكثر تأثيراً في المشهد الشعري في امريكا اللاتينية من خلال عوالم شعرية سحرية أخاذة قادت المتلقين الى الموروث الابداعي لمنطقة من اكثر مناطق العالم احتفالاً بالأدب منوهة باقتراب مناخها الشعري من الذاكرة العربية المبدعة.
2 الشاعرة القطرية سعاد الكواري التي مثلت القصيدة العربية الشابة وهموم أجيالها الجديدة بنصوص نالت اعجاب المشاركين خصوصاً وهي تعبر عن ذاكرة الصحراء الابداعية وتناقضها مع المشهد الاجتماعي وتحولاته بلغة شعرية حداثية مرهفة.
3 الشاعر والتشكيلي السويسري ايفار برايتنموزر الذي استخدم الصور الطريفة في نقد المجتمع مما مكنه من خيط تواصل حميم مع المتلقين الذين كسر توقعاتهم في بناء النص واجبرهم بصدمات مدروسة على تصفيق متواصل.
4 الشاعر والتشكيلي الياباني الكبير تاجين تاندو الذي استخدم طريقة الانشاد الارتجالي الصوتي التي ابتدعها مع زميله الشاعر يوزو يوشيما سو في تقديم عوالم اخرى مختلفة للنص الشعري القادم من فضاء اخر ، وكان يقدم تراتبيات صوتية متناغمة يقطعها بلازمة تكرر بقرار عال وقد نجح المترجم الى الألمانية روديحر فيشر بتكرارها في الألمانية ، مما جعل الحضور يتعاطفون معها في حين ظل العرب يتساءلون عن ماهيتها في اللغة الام.
5 الشاعرة الاردنية زليخة ابو ريشة التي استحضرت تراث المتصوفة المسلمين في نصوص عشق جميلة حاكتها بلغة ايحاء عالية مما جعل الممثلة النمساوية انا كراغر تعتذر عن عدم قدرتها على محاكاة طريقة الشاعرة الأخاذة في تجسيد النصوص أثناء الترجمة الألمانية .
العودة لبداية المقال
الامسية الختامية
وفي الامسية الختامية التي اقيمت في العاصمة السويسرية برن والمخصصة للشعراء العرب فقد قرأ الشعراء:
قاسم حداد ، محمد الغزي ، ادريس الطيب ، محمد سعيد الصكار ، زليخة ابو ريشة نصوصاً مميزة كانت مهرجاناً بحد ذاتها وقد أعان على ذلك تقديم الشاعر علي الشلاه مدير عام المهرجان للشعراء بمواصفات نقدية استعرضت المشهد الشعري العربي موضحاً قبيل كل شاعر لماذا تم اختياره بالذات دون سواه قائلاً لم ندعكم لأنكم اصدقائي ويشهد الله اننا فاضلنا بين عشرات الاسماء من بلدانكم واخترناكم لأنكم الأكثر قدرة على تمثيل ثقافتنا ومشهنا الابداعي العربي ولدي اصدقاء شعراء كثر اقرب الى نفسي لكننا فضلناكم لأنكم أحق بموضوعة الشعر والتشكيل ، كما قدم شرحاً باللغتين العربية والألمانية للبيئات الشعرية العربية التي يمثلها المشاركون. ورافق الشعراء بقراءة الترجمة الألمانية الممثل السويسري باول دورن والممثلة النمساوية أنا كراغر في حين رافق الشعراء الاجانب في الترجمات العربية للأماسي المشتركة الممثلة الفلسطينية تهاني سليم والممثل العراقي علي طوفان.
وقد قام على ترجمة النصوص الى الألمانية والعربية ومنهما ومن الايطالية والأسبانية والانجليزية والفرنسية واليابانية المترجمون .. سليمان توفيق ، غونتر اورت ، توبياس بورغارت ، خوانا بورغارت ، روديجر فشر ، علي الشلاه .
يذكر ان كبريات الصحف السويسرية قد خصصت حيزاً كبيراً لتغطيات المهرجان وخصوصاً نوي زيورخ تسايتونغ وتاكس انتسايغر وبوند وجريدة بيرن وجريدة لوتسرن والاسبوعيات فوتس وبليك وفيلت فوخه وغيرها.
وقد شاركت في دعم المهرجان وزارتا الثقافة والخارجية وكبريات المؤسسات الثقافية السويسرية اضافة الى المركز الثقافي العربي السويسري (الجهة المنظمة) وهو مركز انشئ عام 1997 وله فعاليات ثقافية مستمرة اضافة الى فعاليات فرعه الجديد في بغداد (مؤسسة بلاد النهرين الثقافية - غاليري بغداد).
العودة لبداية المقال
لقطات من المهرجان
- استغرب بعض المشاركين العرب شكل قاعة روت فابرك والاصرار على اقامة المهرجان ومعرضه فيها مما اضطر الشاعر علي الشلاه الى استعراض اهميتها التاريخية ودروها في المشهد الثقافي السويسري .
- احتفل المشاركون الأجانب بمشاركتهم في قاعة روت فابرك وعدوه حدثاً تاريخياً في مسيرتهم.
- بقي الجزء المخصص لأعمال الفنان الراحل شاكر حسن آل سعيد فارغاً في القاعة احتراماً لذكراه.
- احتوى كتاب المهرجان على اربعين صفحة تعريفية بالعربية والالمانية مع صورة لكل مشارك.
- اسهمت وزارة الثقافة الاسبانية بدفع تكاليف الشاعرة منيوز فعلق احد الشعراء العرب ليتنا كنا أسبان.
- قدم الشاعر الكويتي عبد العزيز البابطين تعريفاً بمؤسسته العملاقة في اليوم الثاني للمهرجان في حين قدم التشكيلي الجزائري الطاهر ومان تعريفاً بتجربته في رسم القصائد في اليوم الثالث ، كما تم عرض خاص لعمل الفنان البحريني ابراهيم بو سعد – وجوه – في قاعة خاصة.
العودة لبداية المقال